قالتْ بسرعة : لا توجد اى شرفة مضاءة اصلا
فاجاتنى بشدة هذه الجملة الاخيرة واقلقتنى حقا ولاانكر اننى قد شعرت بالخوف قليلا ، فناديت شقيقتى الصغيرة وطلبت منها ان ترتدى نظارتها الطبية وان تاتى الىّ مسرعة وبمجرد ان اتت سالتها مرة اخرى عن الشاب الذى يجلس فى تلك الشرفة
“قلت لكِ اننى لا ارى احدا اتتوهمين اُُناسا واضواءا ايضا؟!!…لقد مللت حقا”
هكذا ردتْ ، ومااقساه من رد ؛ ياالهى هل فعلا اتوهم اشياءا؟ هل ذلك الشاب ليس له وجود الا فى خيالى فقط؟! اغمضتُ عيناى وفتحتهما مرات عديدة ولكن دون جدوى ، ياالهى مستحيل ان يكون كل ذلك سرابا
“انا حقيقى”
نظرتُ الى صديقتى واختى وقلت لهما بشوق: اسمعتما هذا؟
نظرا الى بعضهما بتعجب ثم قالت صديقتى : لم نسمع شيئا
قال الشاب وهو يبتسم : اعلم ان الامر صعب وانها لمفاجاة عظيمة ولكنكِ فتاة محظوظة لرؤيتك اياى
لم يعجبنى كلامه بالطبع فادرتُ وجهى عنه ، بينما اكمل هو قائلا
“اتعلمين ان خبثاء النفوس فقط هم من يستطيعون رؤيتى؟”
قلتُ باستياء : نعم؟؟؟
ضحك وقال : ولا يسمعنى الا ذوى النفوس الطيبة والمحظوظة
قلتُ باقتضاب: لا افهم منك شيئا ، لم يستطع هاتان الفتاتان رؤيتك ولا سماعك فى حين استطعت انا ، على حساباتك هذه من منا خبيث النفس؟
رد بهدوء : يرانى خبثاء النفوس ولا يستطيعون سماعى فى حين يعجز ذوى النفوس الطيبة عن كلاهما
قلتُ بفهم : ويسمعك ويكلمك الطيبون المحظوظون
قال : تماما
قلتُ فى حدة : يظهر امامى شاب فى شرفة ما فيحادثنى واحادثه فيعتقد الاخرون اننى قد فقدت عقلى ويرأفوا لحالى ثم تاتى انت لتقول اننى محظوظة…بالله عليك اين الحظ فى ذلك؟؟!!!
ابتسم ثم قال : فكرى فى الامر بايجابية اكبر
يتبـــــــــــــــــع…..